الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

طائر بلا جناح
The Whispering Grove

الكاتبة : مارجري هيلتون
-----------------------------
الملخص
******
هيلين طائر مكسور الجناح، فقدت أملها بالحياة بعد حادثة أدت الى اصابة احد قدميها وأرغمتها على ترك الباليه الذي ولدت لتكون احدى نجماته. فسميت بالبجعه وسافرت الى جزيرة سلمندر وكالفراشه حين تحرم من الضوء تفقد روحها وهدف وجودها وهكذا الانسان حين يحرم من الحلم فقد مبرر حياته. وهيلين استسلمت الاخران قدرها وبنت بيتها الجديد في النسيان والعزلة.ولكن الحلم لم يتركها اذ تجسد لها في صداقة طفلة صغيرة تدعى جولييت وهي ابنة جستن صاحب أكبر معامل السكر في المنطقة. جستن قلبه كبير يحاول مساعدة هيلين لتستعيد أملها في الحياة وهي تجد في ابنته تعويضاً عن عذابها. تحبها الى درجه انها تقبل الزواج من رجل لا تحبه من أجل البقاء مع الطفلة. ولكن بعد ان تصبح زوجته تكتشف انها مغرمة به ! فهل تعترف لجستن بما يعتمل في صدرها من مشاعر؟ اعترفها قد يلغي عقد الزواج بينهما, لأن الحب لم يكن أحد بنود الاتفاقية
----------------------------------
الفصل الأول : جزء من الحياة
----------------------------------
امنعت هلين النظر في الفقرة ذاتها للمرة الثانية ولكنها لم تفقه شيئا من معناها فاكتفت بالاستمتاع الى حفيف الصفحات المصقولة التي كانت تقلبها بتبرم وحدة. حاولت ان توحي لنفسها بأنها تنعم بالهدوء ورباطة الجأش ولكن الحقيقة كانت عكس ذلك فاعصابها متوترة الى درجة الانفجار ومشاعرها تتخبط بالرغبات المتناقضة والافكار المتشابكة.
وتساءلت هيلين بدهشة كيف كان يمكنها الاعتقاد بان السفر ليلا سيشكل النهاية السهلة لجميع مشاكلها و متاعبها ! وهل من الممكن ان الجوء الى الطائرة خاقتة الانوار تحلق في ظلام دامس سيوفر لها آلالم مشاهدة معالم المدينة المحببة لنفسها تختفي الواحدة تلو الأخرى ! وشدتها رغبة قوية لالقاء نظرة اخيرة على تلك المدينة حيث تكمن ذكرياتها وسعادتها وانهمرت الدموع من عينيها وهي تتذكر بيتها و عملها وكفين .
شدت هلين قبضتها على المجلة التي اصبحت بين يديها مجرد وريقات قاسية باردة . و لكنها قررت التغلب على عواطفها . فركزت نظارها وتفكيرها على لوحة التعليمات الى المسافرين واعدت نفسها لعملية الاقلاع التي ستبدأ بين لحظة و اخرى .
واثناء ارتفاع الطائرة عن الارض انتاب هيلين شعور بالخوف ولم يبدده سوى صوت هادئ ومرح يقول :
"لا بأس الآن لقد اصبحنا في الجو "
التفتت هيلين الى مصدر الصوت يلفها احساس بالخجل بسبب الضعف الذي بدا عليها . فواجهتها ابتسامة عريضة من طفلة تجلس قربها . بتهذيب واضح قالت الفتاة الصغيرة :
----------------------------
"هل يمكنك فتح حقيبتي البيضاء هذه ؟ يوجد فيها عطل وانا بحاجة الى منديلي من داخلها " فتحت هلين الحقيبة الجلدية واعادتها الى الفتاة الممتنة مع ابتسامة قلبية تقديرا لاخلاقها الرفيعة . وكان اكثر ما اعجبها في جارتها الصغيرة تصرفها المنظم والهادئ بالرغم من انها على ما يبدو ليست برفقة احد . و مع تأكد هيلين من ان شركات الطيران تعتني بالاطفال الذين ارغمتهم الظروف السفر بمفردهم فقد بدت الفكرة مخيفة و مذهلة, أليس من الممكن ان يحدث خلل ما في افضل الخطط المعدة لتأمين راحة الطفل المسافر او ان يصل هذا الطفل الى جهته ولا يجد احدا في استقباله او ...... "يمكننا فك احزمة المقاعد الآن " قالتها الفتاة الجريئة وهي تنفذ تلك العملية الصغيرة بيسر و رشاقة وبعد ان و جهت ابتسامة رقيقة نحو المضيفة التي طلبت منا ذلك و نظرت الى هلين وقالت : " لقد تمرنت عشرات المرات على ربط ازمة الامان و فكها عندما سافرت مع جدتي الى ايطاليا في العام الماضي " ثم عادت الطفلة الى حقيبتها لتخرج منها بعض الحلويات تعرض قسما منها على جارتها قائلة : "هل اثر الارتفاع المفاجئ على اذنيك "؟
فردت عليها هلين بالايجاب ووجهت اليها سؤالا مماثلا : "وهل تاثرت اذناك انت بسبب الضغط الجوي؟ " " لا, لأني طوال الوقت امضغ الحلوى وابلعها . اه اسمعي ان قائد الطائرة يتحدث الى الركاب " اصغت الفتاة الصغيرة بكل اهتمام الى المعلومات التي كان يدلي بها قائد الطائرة والتي انهاها كالمعتاد بتوجيه تمنيات طيبة للمسافرين برحلة مريحة وجيدة.
ولم تسمع هيلين كلمة واحدة من تلك الرسالة لأنها كان تراقب عن كثب رفيقة سفرها التي أثرت فيها نوعا من حب الاستطلاع . و الطفلة ليست فائقة الجمال بالمعنى المتعارف عليه ,ولكن قسمات وجهها الصغيرة والبارزة تشع جمالا فتانا خاصا, وتوحي بشخصية قوية و مميزة. كذلك فان شعرها الاسود الطويل الشبيه الى حد كبير بشعر هيلين املس وناعم و مشدود الى ما وراء الرأس في عقدة جميلة و جذابة وعيناها العسليتان واسعتان براقتان و تنمان عن ذكاء و سرعة خاطر. وفجأة قالت الفتاة الصغيرة : "هل انت مسافرة الي نيروبي عاصمة كينيا؟ " "نعم . إلا انني سوف اتوجه منها الى محطة اخرى " . "و انا ايضا " ثم تنهدت الصغيرة واضافت بشيء من التأفف والتململ : " اتمنى لو ان هذه الطائرة ذاتها هيا التي ستوصلني الى وجهتي, بالمناسبة الى اين انت ذاهبة ؟"
ابتسمت هيلين وقالت : " لا اعتقد انك سمعت بها بالمرة . انها جزيرة صغيرة في المحيط الهندي بين مدغشقر وموريشيوس تدعى ..." "جزيرة سلمندر اليس كذلك "؟ واستوت الفتاة في جلستها ثم اضافت : "الى هناك حقا ستذهبين ؟انا اعيش في تلك الجزيرة "
وحان دور هيلين لتبدي دهشتها فقالت لجارتها الصغيرة : "وانا ايضا. بالاحرى سوف اعيش هنالك مع انني لم ازورها ابدا من قبل "
"ما اسمك ايتها الآنسة ؟ انا ادعى جوليت فالمنوت ولدت في جزيرة سلمندر اوه كم اشعر بالحماس و الاغتباط لانني ساعيش هنالك مع والدي لقد عشت في انجلترا منذ كنت في الرابعة من عمري . وفاة والدتي اضطرني لذلك ". وخيم شعور من الحزن والاسى على وجه جوليت ثم مضت تقول :
"اصاب امي نوع من الحمى وقال لي والدي ان هناك مكانا واحدا فقط يمكن ان تشعر فيه بالراحة ويجب علينا ان ندعها تذهب الى هناك مع انها لن تتمكن ابدا من العوده الينا

تحميل الرواية مكتوبة

تحميل الرواية مصورة

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع